انطلاقا من المقولة الشهيرة لروبرت كيوساكي في كتابه الشهير "الأب الغني والأب الفقير" الذي أصبح لا يفارقني في تنقلاتي، وانطلاقا من تجربتي المختلفة في العديد من مجالات الربح من الإنترت، أيقنت أن الخطط التي كنتأسلكها في ما مضى "للعمل في الأنترنت" هي مجرد خطط تقليدية، لذلك أثارني وأستوقفني الفصل الأول من الدرس الأول لروبرت كيوساكي في كتابه سالف الذكر -مع العلم أنني قرأت الكتاب أكثر من 3 مرات ولم أُعر هذه المقولة إنتباهي، إلى أن جاء اليوم الذي استوعبت هذه العبارة بقوة:
"الفقراء وأبناء الطبقة الوسطى يعملون من أجل المال، أما الأثرياء فالمال هو من يعمل من أجلهم".
أنا لست فقيرا، ولست غنيا أيضا، لكنني أقرب إلى الفقر وأبعد من الثراء، وبشكل أو بآخر لم أتقبل أن أكون من الطبقة الوسطى، حتى لا أصبح عبدا في زمن الوظيفة الحكومية، لكون أصحاب هذه الفئة أو الطبقة بالذات يعملون أكثر من طاقتهم دون أن يحققوا الثراء في حياتهم، غير أنهم يضمنون عدم السقوط في غياهب الفقر والشقاء.
انطلاقا مما سبق، يبدو أن لا علاقة بين عنوان المقال وهذه المقدمة الطويلة، لكن هكذا هي الأمور التي لا نعيرها اهتماما في الوهلة الاولى نعتقد أن لا علاقة لها بالحل وهي في الحقيقة الحل بعينة ونحن نتجاهله بقصد او بدونه.
درسا واحد من كتاب "روبرت كيوساكي" يعني الشيء الكثير:
من خلال الدرس الأول تعلمت أنني دخلت إلى مجال العملات الرقمية متأخرا، كما أنني دخلت إلى مجال الربح من الأنترنت هو الآخر بشكل متأخر، فما عسى صانع محتوى متواضع أن يقدم أمام زخم ملايين المقالات والمواقع المتخصصة والفيديوهات، سوى تقليدها للربح بعض السنتات من أدسنس وما جوراها، هذه الخطة كلفتني الكثير من الجهد، لكنني إستفذت منها متأخرا في ما سيأتي مستجدات في هذ المجال سواء في الحاضر والمستقبل.
من الإستثمار إلى الدعوة إلى الإستثمار (الإحالة)!
كانت الفكرة في البداية هي الإستثمار في العملات الرقمية، وتم ذلك، ومن يعرفونني حق المعرفة، فهم يدركون جيدا أنني بدأت مشواري فقط ب 20 دولار، وحققت بها أول 500 دولار على منصة "الكوان اكس تشينج" التي كان لها الفضل الكبير علي في جني أولى الأرباح من مجال العملات الرقمية، لكن كان هذا في بداية 2017، حيث كانت العملة تدخل ب 1 ساطوشي وتنفجر إلى العشرات ثم المئات، أما اليوم لم نعد نرى مثل هذه الحالات إلا نادرا وفي منصات مجهولة. بل بعض المنصات (البينانص مثلا) حددث سقف تضاعف العملة في حدود أربع مرات، ومعها تم قتل أمل تحقيق الثراء السريع في هذا المجال.
الإستثمار في العملات الرقمية محفوف بالمخاطر:
هذه الفكرة للوهلة الأولى تبدو جيدة وقد كنت متحمسا لها وقد إقترضت مبالغ أخرى كبيرة، وإستثمرت فعلا في مجال العملات الرقمية، ولكوني مبتدء كان يسيطر علي "الخوف والجشع" معا فلم يحالفني الحظ مثل التجربة السابقة، ليس لقلة معرفتي أو جشعي في جني الكثير من المال، بل لجشع عوامل خارجية كانت أكثر مني جشاعة، وقد كلفتني الكثير.
حيث تم النصب علي في عدة منصات صغيرة، ومن عدة محافظ إلكترونية، ومن عدة مواقع إستثمارية مازالت قائمة الى اليوم(شركة الوان لايف)، ومن منصات رقمية مشهورة(آخرها منصة كريبتوبيا)، مما جعلني في موقف لا يحسد عليه، حيث أصبحت مجبرا على سد ديون الإستثمار التي إقترضتها من أجل خوض غمار التداول في العملات الرقمية. ومن هنا سيعرف متابعين المدونة لماذا أرفض رفضا باثا أن يقترض شخص مبلغا من البنك أو من أصدقائه قصد الإستثمار في العملات الرقمية، فقط للأسباب التي ذكرتها أعلاه.
حيث تم النصب علي في عدة منصات صغيرة، ومن عدة محافظ إلكترونية، ومن عدة مواقع إستثمارية مازالت قائمة الى اليوم(شركة الوان لايف)، ومن منصات رقمية مشهورة(آخرها منصة كريبتوبيا)، مما جعلني في موقف لا يحسد عليه، حيث أصبحت مجبرا على سد ديون الإستثمار التي إقترضتها من أجل خوض غمار التداول في العملات الرقمية. ومن هنا سيعرف متابعين المدونة لماذا أرفض رفضا باثا أن يقترض شخص مبلغا من البنك أو من أصدقائه قصد الإستثمار في العملات الرقمية، فقط للأسباب التي ذكرتها أعلاه.
أترك المال يعمل لأجلك بدل إعمل من أجل المال:
بعدها مباشرة، وجدت أنه رغم ما أحقق من أرباح أفقده وأخسره بسرعة وفي لمحة البصر، سواء بالتداول أو الإستثمار، لكونهما محفوفين بالمخاطر المتعددة، ومن هنا جاءت فكرة " أترك المال يعمل لأجلك بدل إعمل من أجل المال".
فكانت فكرة الإحالة نعم الإحالة referral أروع تجربة في حياتي المالية، وقد كتبت عنها عدة مقالات، والقليل من قرأها وتمعنها وفهمها وطبقها، لكن للإسف فنحن لا نقرأ ولا نستفيد من تجارب الآخرين.
مدونة العملات الرقمية إعتبرتها من الأصول وكانت أولى خطوات درس روبرت كيوساكي.
حيث خصصت أكثر من 500 مقالة حصرية في المدونة، تناولت فيها مختلف طرق الربح من مجال العملات الرقمية، وكنت أركز بشكل أو بآخر على المنصات الرقمية ذات الإحالة والعائدات المهمة منها، كما ركزت على المحافظ الإلكترونية، ومواقع السحب ومواقع الربح من الصنابير المجانية، ولم اتفانى يوما في تقديم الجديد، إلى أن جاء وقت التقييم بعد أن تفرغت للبحث الأكاديمي والذي سرقني بشكل واضح عن المدونة.
فوجدت انني حققت اكثر من 10000 ألاف دولار، بين عائدات المدونة التي لم تتجاوز 1000 دولار وعائدات المنصات المنصات التي فاقت اكثر من 5000 دولار ثم عائدات المحافظ الإلكترونية، ثم بعض المواقع الأخرى التي لا يتعدى مجموع ارباحها 4000 دولار، وللآمانة كان هذا وما يزال مستمرا والحمد لله، في ظرف سنتين، وبعدها أيقنت ان ما يحققه المتداولون السباقون لمنصة أو محفظة أو عملة يمكن أن يعود عليهم بالمال الوفير مدى الحياة كما هو حال السباقين لمنصة البينانص الشهيرة حيث يربحون يوميا حوالي (مابين 3000 إلى 8000 دولار يوميا) نعم يوميا فقط عد إلى هذا المقال وستعرف حقيقة السباقين لنشر خبر منصة البينانص.
الخلاصة:
إن كُتُبَ الثقافة المالية مهمة جدا في حياتنا، وللأسف الشديد لم تُدَرس لنا، لذلك عليكم بقراءة هذا النوع من الكتب، فمن شأنها أن تفتح لكم أفاقا قد تبدو تافهة للوهلة الأولى، وقد لا تعيرونها إهتمام، لكنها هي مربط الفرس حقيقة، ونحن نتجاهلها ونلهت وراء الوظيفة العمومية، وهي في الحقيقة عبودية بمعنى الكلمة.
أكون إلى هنا قد وصلت إلى نهاية تجربتي، وأكرر فقط من خلال الدرس الأول من كتاب "روبرت كيوساكي " قد حققت اكثر من 10000 دولار فماذا لو طبقت باقي الفصول والدروس في حياتي المالية ...ربما أكون ضمن طبقة الأثرياء التي كنت في البداية أبعد منها وأقرب إلى الفقر أو أكون في السجن "فبعض حكوماتنا" تعمل بالمثل الشائع "أنا أمير وانت أمير إذن من سيقود الحمير" وهو مثل كافي لأكتب تجربتي في السجن في كتاب أخترت له عنوانا مستقبليا "هكذا قادتني العملات الرقمية إلى غياهب السجون".
ملاحظة1: لم أتطرق في المقال لعائدات الإستثمار في العملات الرقمية، فهي مبالغ مالية منعزلة تماما عن هذه الأرباح المجانية المصدر التي اشرت لها في المقال، لكنها مجرد إستثمارات لايمكن الحكم على نهايتها إلا بعد سحب أموالها نقدا، هكذا عودتنا الحياة فمخاطر الإستثمار في العملات الرقمية متعددة وتأتي بدون سابق إنذار.
ملاحظة2: ساعتني المدونة في تحقيق دخل إضافي لم اتناوله في المقال ويتعلق الامر بالمقالات الممولة والإعلانات المخصصة وبعض الدعايات لمنصات عربية وغربية، ومشاريع الطرح الأولي للعملة، لكنها في معظمها كانت محدودة.
تعليقات
إرسال تعليق