القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الأخبار

هذا ما يخفيه المتداولون المحترفون عن المتداولين المبتدئين في مجال العملات الرقمية!

كل مجال فيه المحترفون والمبتدؤون، ولتنتقل من البداية إلى الإحتراف؛ يجب أن تعبر عبر مجموعة من الطرق والمسالك الصعبة، وقد تطول وقد تقصر على حسب تجارب كل شخص، غير أن سرد هذه التجارب واحدة تلوى الأخرى، تغيب معه العديد من التفاصيل، وهذه التفاصيل: هي لب الموضوع ومربط الفرس، وهي التي تؤدي بالمبتدئين لخسارة كبيرة.
This is what professional traders are hiding from the beginner currency traders!
لا يقتصر إخفاء التفاصيل فقط في مجال العملات الرقمية، بل يشمل مجال التجارة الإلكترونية ومصطلحاتها، ومجال الفوركسforex، ومجال الربح من الصنابير الربحية، ومجال الربح من أدسنس وبدائلها، ...إلخ.

وعندما يحاول الجدد في هذه المجالات السابقة، تقليد ما يقوله المحترفون يفشلون بدون شك، ويفقدون كل شيء في بداية المشوار، سواء بسبب تدوينة من خبير أو متداول محترف أو بسبب صانع محتوى في العملات الرقمية عبر يوتوب، أو بسبب طريقة تطبيقة للظفر بالربح السريع.

لكن يكتشف الجُدد، أنهم فقدوا رأس مالهم في بداية المشوار، وتحطمت أحلامهم في بدايتها، فما السبب إذن؟

1-إسألوا المحترفون كم  مرة أصبح رصيدهم صفرا (0/0)؟ 

إن الإجابة عن هذا السؤال كفيلة بمعرفة نصف الحقيقة، فعن نفسي رغم أنني لا أصنف شخصي في خانتهم (أي الخبراء) ، ومازلت أعتبر نفسي جديدا ومبتدأ على هذا المجال، فقد فقدت رصيدي 3 مرات، ومن الصدف أن هذا العدد أي (3 مرات)، لم يصادفني أنا لوحدي، بل اكثر من متداول، ممن أعرفهم حق المعرفة في هذا المجال، فقد فقدوا رصيدهم اكثر من 3 مرات على الأقل، وبعدها بدأت تتحسن وضعيتهم المالية.

حيث يستدرجك مجال العملات الرقمية تدريجيا، ففي البداية يحالفك الحظ كثيرا ويكون رأس مالك قليل، وكل صفقاتك تكون ناجحة، فتزيد رأس مالك من خلال الإقتراض الخارجي من أهلك وأصدقائك، وبعدها ترهن نفسك للعمل الشاق في العالم الواقعي لسداد  ديون أهلك وأصحابك، بعد أن أصبح رصيدك صفرا(0/0)، فتختفي عن العالم الإفتراضي تلقائيا.

2-مجال العملات الرقمية لا يدرس في المعاهد والجامعات العربية!

عندما سمعت بالربح من الأنترنت، وبعدها التسويق الشبكي عبر شركة الوان لايف خصوصا، ثم العملات الرقمية، إستوقفني هذا المجال الأخير كثيرا، على عكس باقي المجالات الأخرى ك"الفوركس forex"مثلا، فمجال العملات الرقمية يختلف كليا عن الفوركسforex، ويختلف كليا عن التدوين، وعن عروض التسويق بالعمولة وعن عروض الإعلانات والشركات الربحية ذات الخدمات المصغرة، حيث تتطلب منك هذه المجالات السابقة المزيد من المال والمزيد من الجهد، لكن في مجال العملات الرقمية، تحتاج فقط "لقليل من الخبرة وكثيرا من الصبر" وبالتالي أرباحا خيالية.

هكذا كان تصوري للعملات الرقمية، وفعلا هذا ما حدث، كل "الكورسات" التي حصلت عليها لا تقدم أي جديد سوى بعض النصائح والمعلومات تشبه إلى حد كبير الدليل الشامل حول العملات الرقمية الذي أعددناه من خلال تجربتنا المتواضعة، كما كانت تقدم تلك "الكورسات"  الكثير من التحليل الفني الذي غالبا ما يضربه التحليل الأساسي عرض الحائط في ثواني.

بل أكثر من هذا، كانت نصائح وتوصيات الخبراء المجانية أحيانا تعطي نتائج ممتازة، وبعدها بدأت مرحلة أخرى وهي "مطاردة" خبراء العملة الرقمية، ومطاردة مواقع التوصيات المجانية والمدفوعة، وفي غالبها كانت مربحة جدا، وقد إختصرت علي كمبتدإ سنوات من البحث والتعلم، لكن في نهاية الموسم، إنقلبت الآية وصارت كل التوصيات تضرب خاصية ستوب لوزstop limit، وبعد يتدخل الخبراء في الإعتذار كل مرة أو يتوارون عن الأنظار، مخافة تلقي وابل من الإتهامات والتلاسنات بعد الخسارة. فكان الإنسحاب "الطكتيكي" للمتداولين المحترفين من وسائل التواصل الإجتماعي سيد الموقف.

والغريب في الأمر، أنهم سيظهرون مجددا بعد إنتعاش السوق، ويفتحون مواقع مدفوعة للتوصيات، ولصناديق الربح المشتركة، وكل تلك الأمور ستعود، بعد أن يلتئم الجرح للمبتدئين وينسون أزمات الماضي، وبعدها سيقع لهم ما وقع في السابق، لكن ستختلف فقط الأدوار، حيث سيصبح المتداولون الجدد محترفون بالأقدمية وليس "الأحقية" في عمليات فقدان الرصيد، وسيُعَلمون الجدد طرق الربح من التداول في لمحة البصر، وهكذا هي علاقة القدامى بالجدد أوعلاقة المحترفين بالمبتدئين، "سلسلة غذائية رقمية بإمتياز".

3-هل سبق أن سألتم أنفسكم أيها المتداولون الجدد عن المستوى الدراسي لهؤلاء الخبراء!؟

الجميل في الأنترت أنها لا تعترف بالشواهد العلمية في هذه المجالات، وحتى إذا أراد أحدهم أن يثبث العكس، فأصلا لا توجد جامعات عربية متخصصة في هذا المجال، فمجال العملة الرقمية، هو نتيجة وليس سبب، أي (ثورة تكنلوجية+ ضرورة إقتصادية ومالية)← أنتجتا فكرة العملة رقمية.

غياب السؤال عن هذه الشواهد، كان فرصة رائعة لظهور أصحاب الإرادة القوية والفئة العصامية، وقد قدمت هذه الفئة، الشيء الكثير في مجال العملة الرقمية، لكنها للإسف الشديد لم تقرأ عن  تأثير دانينج-كروجر "الجهل أو الأمية والمعرفة والثقة في النفس" الذي خصصنا له مقال مطولا لهذا الغرض، حتى تعي قيمة ذاتها، لكن هيهات هيهات!

فأعطت لنفسها كل الصلاحيات، وقادت المجموعات على وسائل التواصل الإجتماعي، وفتحت عوالم جديدة "كالتويتر" و"الأنستجرام" و"التيلجرام" ومواقع أخرى يضيق المجال لذكرها...لحصد ضحايا جدد من الباحثين عن الربح السريع عبر مجال العملات الرقمية، لكنها للأسف هي الآن (أي فئات الدماء الجديدة) مجرد رقم في إحالة referral  لخبير مازال ينتظر صاحبها المبتدأ أن يضع القليل من المال في حسابه، لعله يكسب هو الآخر الشيء القليل!

الخبراء في هذا المجال لا يعيروننا نحن المبتدؤون الإنتباه، سوى كإلتفاتة لغاية معينة، فمبدأ الميكيافيلية نسبة إلى "نيقولا ميكافيلي" قائم لديهم وحاضر بقوة، فالغاية تبرر الوسيلة هو شعارهم، يظهرون لإسبوع لجمع الإحالات ويختفون للمدة طويلة، ثارة تجدهم يشرحون "(طَرْحًا أوليا للعملة ico)، وثارة يروجون لمنصة تداول العملات الرقمية ، وثارة، يروجون لإنزالات airdrop قوية لعملة وأحيانا هم أصحابها، والبعض مازال يعتقد أن الأمر صعب، في حين أن البعض منا حاليا لديه اكثر من ثلاث عملات رقمية مستضافة على "شبكة الوايفWaves" ولم ينفق عليها سوى عشرات الدولارات نعم عشرات الدولارت، ومازلت تعتقد ان التسجيل معه عبر إنزالهairdrop سيحقق لك الحرية المالية!

خلاصة الكلام:

أصعب شئ هو أن تضع نقطة نهاية لتجربة مفتوحة النهاية، وتعرف أنها ستستمر، وتعرف أن شرحك لها به تقصير كبير، فتتمنى أن تكتب كتابا بدل مقال أو تدوينة، لإنها لن تشفي لك غليلك مما يحدث في مجال العملة الرقمية.

لكن على العموم، فالمتداولون العرب، ومن خلال شهادات حية، يحكمهم الوازع الديني والأخلاقي، عكس المتداولين الآجانب الذي لا يحكمهم سوى الأنانية والجشع الطمع ولو على حساب المبتدئين.

فتجد المتداولون العرب يستحضرون الحرام والحلال، ويخشون مال الغير، ولا يريدون إفلاس أحد، ولا يريدون مال ضعيف ولا قوي، فهم الفئة التي طردها الواقع الحقيقي الذي لم تجد فيه لا مال ولا عمل، فإحتضنها العالم الإفتراضي رغم عنفوانه، إلا أن هذه الفئات الهشة مازالت تحترم غيرها، وتحاول جاهدة تقديم المزيد من العطاء مجانا، وحبا في مساعدة الغير والظفر بدريهمات حلالا طيبا من الانترنت لسد رمقها في عالم واقعي كئيب، تعيشه معضم دولنا العربية.

رفقا بالمحللين والخبراء، ورفقا بالمبتئين الجُدد، فكلنا عرب، وما الإنترنت إلا باب من الرزق فتحه الله لنا جميعا أمام جبروث وتسلط حكوماتنا علينا، فلنحسن إستغلاله ولنساعد بعضنا لبعض، فواقعنا مُر مَقيث!

تعليقات

Home