دليل العملات الرقمية: القسم الأول
سيكون هذا المقال شاملا بحول الله، وملخصا لأهم المراحل الأساسية للمبتدئين في سوق تداول العملات الرقميةcryptocurrency من الألف إلى الياء، كما سنطعم ببعض التقنيات التي يمكن أن يستفيد منها حتى المحترفون في التداول، غير اننا سنركز بشكل كبير على الفئة الأولى، وقد وضعنا تصميما أوليا للمقال يحدد الخطوات الأساسية حسب أهميتها في العمل بهذا المجال الرائع والمتجدد باستمرار:
وسنقسم هذا الدليل الى خمسة أقسام:
- القسم الأول خاص بالمعطيات العامة حول العملات الرقمية.
- القسم الثاني خاص: بمنصات التداول وملحقاتها.
- القسم الثالث: كيف يمكنني أن أصبح متداولا على العملات الرقمية ؟
- القسم الرابع تطبيقي: ايداع وسحب على منصتي كوان اكس تشينج وكريبتوبيا
- القسم الخامس تطبيقي: ماهي العملات التي يجب أن أتداول عليها بمبلغ استثماري صغير وأربح منها
القسم الأول: خاص بالمعطيات العامة حول العملات الرقمية:
1- ماهي العملات الرقمية المشفرة؟
العملة الرقميةcryptocurrency من اسمها يفهم على أنها تتداول فقط على الحاسوب والانترنت. وبالتالي فهي افتراضية لاوجود لها في العالم المادي، على عكس عملتي الاورو والدولار وباقي العملات الورقية المادية، وتسعتمل العملة الرقمية للشراء من بعض المتاجر الخاصة الداعمة لها، ولها ميزة خاصة تتمثل في غياب الوسيط ، فتتم عمليتي البيع والشراء مباشرة دونه ، وهي سريعة وذات فعالية كبيرة في التعامل وبأقل تكلفة.
2- ماهي أهم العملات الرقمية المشفرةcryptocurrency؟
هناك العديد من العملات الرقمية المشفرةcryptocurrency وتتعدى اللآلاف(1910 عملة رقمية حاليا)، وكل يوم تنضاف عملة الى عملتين للسوق الرقمية، لكننا سنقتصر على أهم العملات القوية فقط والرائدة وعلى رأسها البتكوينbitcoin:
- عملة البتكوين: تعتبر البتكوينbitcoin أول عملة رقمية مشفرة لا مركزية، وهي عملة رقمية أي الكترونية بالكامل تتداول عبر الأنترنت فقط، من دون وجود فيزيائي له، وتختلف عن العملات الرقمية الأخرى، بحيث لا توجد لديها هيئة تنظيمية خاصة ومركزية تقف خلفها ، ويمكن استخدامها في عمليتي البيع والشراء في مواقع خاصة تدعمها، ويمكن أيضا تحويلها الى عملات عادية كالدولار والأورو. وتمتاز البتكوين بقوة برمجتها ومصداقية "كودها البرمجي المفتوح المصدر" والذي يعد هو أساس بعض العملات الرقمية مما يجعل أغلب العملات الأخرى تقليدا للكود البرمجي مع تعديلات طفيفة فقط، وهذا وحده يفسر لما البتكوين هي الأقوى الى الآن.
- عملة الإثريوم: يعتبر العملة الأشهر بعد البتكوين من حيث القيمة ومن حيث التداول والشهرة،وله تقريبا نفس خصائص البتكوين ويجري عليه مايجري على باقي العملات الرقمية، إلا أنه له خصائص حصرية وقوية وتعد مستقبل التقنية والعملات الرقمية.
- عملة لايتكوين: عملة رقمية مثل البتكوين ظهرت عام 2011 على يد المهندس السابق لدى غوغل شارلز ، وتعرف بالعملة الفضية، وهي مصنفة على أنها الأسرع في تعاملاتها مقارنة بالبتكوين. تتأثر لايتكوين دائما بصعود وهبوط بتكوين، لكن بعض الخبراء يتوقعون تغير هذه التبعية مع ارتفاع قيمتها.
- عملة بيركوين: عملة رقمية ظهرت عام 2012، وتعتبر أكثر استدامة بيئيا مقارنة بالعملات الرقمية الأخرى، كما أنها عملة صممت بحيث يكون معدل تضخمها 1%.وتعد ثالث أكبر عملة مشفرة قابلة للتنقيب بعد بتكوين ولايتكوين، وتختلف عناصر الأمان والمعالجة في هذه العملة اختلافا كبيرا عن العملتين السابقتين.
- عملة كوارك: عملة رقمية ظهرت سنة 2013، وهي العملة الأكثر تشفيرا لأنها تستعمل تسع جولات من التشفير لضمان الأمن وعدم كشف الهوية، ولكن رغم ذلك فالكوارك الواحد يساوي 0.05 دولار فقط.
- ماستر كوين: ظهرت عام 2013 بسبب ظهور بعض المشاكل الأمنية وعدم الاستقرار في سعر البتكوين.
- عملة الريبل: ظهرت عام 2013، تمكنت من لفت أنظار المستثمرين، وهي عملة لا يمكن استبدالها على خلاف بقية العملات الأخرى بحيث تستعمل كشبكة دفع ونظام آلي لتجارة العملات.
- أورورا كوين: طورها رجل أعمال آيسلندي عام 2014، حيث جاء بفكرة توزيع العملة المشفرة لكل شخص في بلده، تبلغ قيمتها السوقية 236.6 مليون دولار، بينما سعر العملة الواحدة منها 22.3 دولار.( بعض هذه الفقرة من موقع الجزيرة).
3- ماهي الأسباب وراء انتشار العملات الرقمية المشفرةcryptocurrency؟
ساهم التطور السريع في عالم الانترنت، واتساع دائرة المعاملات المالية، والرغبة في الحفاظ على الخصوصية، والسرعة في التعامل، الى ظهور العملة الرقمية. ويرجع انتشارها الكبير الى سهولة صنعها، فهي بسيطة الصنع والتكوين خاصة مع توفر الكود البرمجي ذو المصدر المفتوح، والذي يكفي التعديل عليه لإنتاج عملة رقمية جديدة، وهذا ما يفسر العدد الكبير منها من جهة وهو أيضا يفسر ضعف الأقبال على بعض العملات من جهة أخرى، لأنها فقط مستنسخة، أما العملات التي تعتمد على نظام متطور، كعملة الريبل مثلا، فلها مستقبل كبيرا أمام العملات المستنسخة.
4- هل صحيح أن العملات الرقميةcryptocurrency مجال للاغتناء السريع؟
نعم هي كذلك، لكن فقط بالنسبة للمبتدئين أما بالنسبة للمحترفين فالأمر مختلف، وتفسير هذا أن المبتدئ في الغالب يستثمر مبالغ صغيرة ويضاعفها عشرات المرات و"الاحساس" بالخسارة يكون متوقعا بحكم أنه مبتدئ ، لكن عندما تكون محترفا فمبلغ الاستثمار في الغالب يكون كبيرا، وفي حالة الخسارة لقدر الله، ستحس أن العملات الرقمية أكبر عملية سرقة واحتيال في التاريخ، أعطيت لها كل شيء ولم تحصل منها على شيء.
كما أن الخطير في الأمر هو تجريد قيمة المال من قيمته الحقيقية وتحويلها الى ساطوشيات، بل أحيانا تحقق أرباحا ضخمة وفي المقابل يصعد سعر البتكوين وتحس أنك لم تربح شيء، وهذا احساس داخلي يجعل من "حبة مخدر" البتكوين هي المعيار المحدد للربح، في حين انها في تصاعد كبير.
ويكفي أن تلقي نظرة على رصيدك في احدى المنصات أو المحافظ ستجده يتجاوز 2000 دولار لكنه لا يمثل بالنسبة لك شيء غريب مقارنة مع السنة الماضية حيث كان سعر الحبة الواحدة منه أقل من 2000 دولار –اتحدث هنا عن المتداولون القدامى- وهذا عامل كبير يجعلك دائما تحاول أن تملك حبة واحدة وقد يكون في رصيدك 10000 دولار وانت غير راضي على أرباحك ولا تسطيع سحبها، الى أن تفقدها في صفقة أخرى. وهذا الاحساس يدخل في قسم خاص يسمى "بسيكولجي أوف تريدين' (trading psychology) يجرى على كافة المتداولين.
ويكفي أن تلقي نظرة على رصيدك في احدى المنصات أو المحافظ ستجده يتجاوز 2000 دولار لكنه لا يمثل بالنسبة لك شيء غريب مقارنة مع السنة الماضية حيث كان سعر الحبة الواحدة منه أقل من 2000 دولار –اتحدث هنا عن المتداولون القدامى- وهذا عامل كبير يجعلك دائما تحاول أن تملك حبة واحدة وقد يكون في رصيدك 10000 دولار وانت غير راضي على أرباحك ولا تسطيع سحبها، الى أن تفقدها في صفقة أخرى. وهذا الاحساس يدخل في قسم خاص يسمى "بسيكولجي أوف تريدين' (trading psychology) يجرى على كافة المتداولين.
5- هل التداول بالعملات الرقميةcryptocurrency تجارة شرعية أم ممنوعة؟
أصبح هذا السؤال حديث الجميع، خاصة مع الإتهامات الخطيرة لعملة البتكوين التي تعرضت لها بخصوص دعم الارهاب والإتجار في المخدرات والأعضاء البشرية وغسيل الأموال ودعم الفيروسات الخبيثة.
فصرحت بعض الحكومات بشكل متسرع على تجريم الاتجار في عملة البتكوين والعملات الرقمية، بناء على تصريحات لمدير البنك المركزي (JPMorgan) على أساس أن البتكوين عملة إحتيال، وقد تراجعت بعض الحكومات عن قراراتها بشكل صريح ، في حين لم تصرح بذلك دول أخرى، ولكن يفهم ضمنيا السماح بالتعامل به.
غير أن بعض الدول العربية أصبحت عاجزة عن التراجع في قراراتها، بعد أن تورطت في التصريحات الرسمية، ولن تتنازل عن ذلك ولو ضمنيا.ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل سبق هذا المنع جدل كبير في الصين، يتعلق ببرنامج الطرح الأولي للعملة (ico) الذي فتح نقاشا كبيرا "في ما مدى مصداقية هذه العملات الجديدة والعروض المغرية وفي الضمانات الاستثمارية"، وفعلا شهدنا في الأونة الأخيرة حوالي 60 % من "عروض الإيكو" كانت مجرد عمليات نصب واحتيال.
لكن مؤخرا فتح نقاش آخر تجاوز هذا الجدل وأصبح الحديث عن ادراج البتكوين في البورصات العالمية، وهو ما تأتى في الساعات الماضية من كتابة هذا المقال، وذلك بالسماح بتداول العقود الآجلة للبتكوين على بعض أشهر البورصات العالمية.
وبهذا يكون الرد قويا على الحكومات التي تسرعت في الحكم على البتكوين ومنعه، وتكون بذلك أيضا سقطت في فخ الأخبار الزائفة دون تريت مما سيكلفها مبالغ مالية كبيرة في حالة ما تراجعت وارادت التداول على عملة البتكوين في البورصات العالمية.وأصبح ينطبق عليها المثل العربي"إذا لم تصعد على الجمل باركا ستصعد عليه واقفا" وهو ما سيكون عليه حال العرب غذا مع عملة البتكوين.
تعليقات
إرسال تعليق