القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الأخبار

ما مصير وثائقنا الشخصية التي سرقت من مواقع ومنصات تداول العملات الرقمية؟

لا اخفي عليكم أمرا، "نحن المتداولون العرب الصغار سذج بما فيه الكفاية، خاصة الفئة التي تبحث عن الربح السريع"، حيث نصدق كل شيء، ونعطي كل شيء في سبيل دولارات معدوة لا تساوي حتى قيمة تعبئة الأنترنت التي رفعت به تلك الملفات لجهات تجارية مالية وإعلانية.

نعم نبيع وثائقنا الشخصية مجانا، وتتاجر بها جهات لا نعلم عنها شيء، وقليلا ما نعلم ماذا يفعلون بها، إلا إذا إفتضح امرها، وفي الحالة العادية لا نطرح حتى سؤالا بسيط على أنفسنا، ماذا لو أرسلت وثاقي الشخصية إلى جهات غير آمنة وتم إستخدامها في طرق غير قانونية؟ وهل يمكن متابعة هذه الشركات التي لا وجود لها أصلا؟

الهوية في الانترنت

1-تدوينة تستمد تساؤلاتها من "إشاعة" حول تسريبات صور متداولين يحملون شعار البينانص وتاريخ التسجيل؟

سنحاول في هذه التدوينة الإجابة عن هذا الأسئلة، خاصة مع تداعيات الأخبار المروجة حاليا حول تسريبات وسرقات ملفات من منصة البينانصbinance،و الإختراق الأخير لمنصة كريبتوبيا، وبعض مواقع الإيردروب airdrop، ومواقع ومناصات أخرى تعنى بالعملات الرقميةplatform of trading. 

لكن لماذا هذا المجال بالذات يتم طلب أوراق الهوية والصور وأرقام شخصة ومعلومات دقيقة جدا؟ الجواب بسيط جدا أيضا، من اجل أن تعريف العميل من جهة أولى، ومن جهة ثانية من أجل ضمان وصول الأموال إلى أصحابها، لكن ماذا لو سرقت هذه المعلومات الشخصية من هذه المنصات والمواقع؟ 

2-دائما نسأل عن مصير أموالنا ولا نسأل عن مصير وثائقنا الشخصية؟

"أكمل القراءة4/1...👇"
تتبعت العديد من المقالات العربية، والتدوينات والتساؤلات المرتبطة بإختراق المنصات والمواقع، وكلها تصب في إتجاه واحد، وهو: ما مصير أموالنا؟ متى ستفتح المنصة لنعود إلى التداول مرة أخرى؟ لكن السؤال الذي يجب أن يطرح أولا هو: ما مصير وثائقي الشخصية؟ من يضمن لي أنها لم تباع في الانترنت المظلم؟ من يظمن لي انها لا توظف لدى الشركات الكبرى الإعلانية؟ كيف يمكنني متابعة هذه الشركات؟، بعدها يمكن أن تسأل عن الأموال.

3-وثائقنا ثروة مالية لا تقدر بثمن؟

 في كل منصة ومواقع "الأيردروبات airdrop" والمواقع التي تطلب المعلومات الشخصية نجد أنها تتعرض للقرصنة بإستمرار، وتتوقف لمدة طويلة وأحييانا تغلق بشكل نهائي، وأحيانا يتم فعلا تعويضنا بعد مدة زمنية طويلة، واحيانا يتم تجاهل وجودنا إلى الأبد.

لكن الحقيقة المرة التي تخفى عن البعض، هي أن: وثائقنا الشخصية يتم المتاجرة بها بين الشركات التجارية والإعلانية، ويتم أيضا المتاجرة بها بين الحكومات، وقد اسيل الكثير من المداد حول هذه المسألة في أمريكا بعد محاكمة مؤسس شركة "الفيسبوك" سرقة خصوصية الأعضاء التي تقدر بحوالي 50 مليون مستخدم، وصحيح أن المعلومات هنا في الغالب هي مجرد بريد إلكتروني وتاريخ الميلاد وبعض المعلومات الشخصية الأخرى والأغلب أنها مزيفة، لكن الأمر مختلف مع الشركات المالية كالبورصات forex ومنصات التداول الرقمي للعملات الرقمية platform of trading.

4-الشركات المالية تركز كثيرا على الوثائق الشخصية والصور المحينة وعالية الجودة.

"أكمل القراءة4/2...👇"
ففي حالة تعرض المنصة للإختراق، قد تصبح وثائقنا الشخصية في المزاد العلني تخضع لمبدأ العرض والطلب و لمن يعطي أكثر،  وقد لا تعلم المنصة أو الموقع المعنيات بهذا الأمر، أو تخفيه على مستخدميها، كما حاول "الفيسبوك" في بداية الأمر وكما يحاول مدير العلاقات العامة في "منصة البينانص"(ليا لي) نفي كل الإشاعات حول تسريب معلومات وصور شخصية لأشخاص يحملون صورا لمنصة البنانص في عينة مسروقة يروج لها قرصان شهير على  الأنترنت المظلم darknet.
نحن لا يهمنا هنا حقيقة الخبر: هل هو حقيقي أو إشاعة، لكن يهمنا أن نعرف مصير وثائقنا إذا كان حدتث السرقة فعلا؟ 

5-ماذا يمكن أن تفعل المنصات أو المواقع بمعطياتنا الشخصية؟

تباع قواعد البيانات(database) في مزاد علني في الأنترنت المظلم، بأثمان مرتفعة و أحيانا بأثمان هزيلة، لكن مربحة في كل الأحوال، فتصل أحيانا ما بين 5 دولار إلى 100 دولار للهوية الواحدة المتكاملة، وأحيانا تصل قاعدة البيانات الكبيرة التي تضم ملايين المستخدمين إلى آلاف وملايين الدولار. 

وبإمكان هذه الأموال -أقول بالإمكان- أن تبيعها المنصة النصابة لجهات أخرى، وقد تتعرض فعلا للقرصنة، وقد تفلس وتعوض بها إفلاسها، وقد تتاجر بها في التجارة الإكترونية عبر الإستهداف، وأمور أخرى يضيق المجال لذكرها...إلخ

6-ما مصير المعطيات الشخصية بعد إغلاق المنصات والمواقع؟

"أكمل القراءة4/3...👇"
يتم الإحتفاظ بها طبعا في سيرفراتها أو قواعدها الخاصة، ويمكن أن توظف في أي لحظة ويمكن الإستعانة بها في أي وقت، كل الإحتمالات ممكنة، لذلك فكر مليا، قبل أن ترسل أي وثيقة لأي موقع أجنبي أو مالي أو إعلاني.
وثائق شخصية مسروقة

7-هل يمكن المطالبة بإسترجاع أو إزالة وثائقك من سيرفرات المنصات والمواقع؟

لا للأسف الشديد، فهذه أكبر عيوب الأنترت وخاصة تقنية النسخ الإكتروني، فلو طالبت بإزالة حسابك، لا أحد سيضمن أن معلوماتك لن تستخدم في الحملات الإعلانية الموجهة أو في حسابات أخرى مزيفة...إذن لا تحاول، فهي محاولة ميؤوس منها أصلا في عالم الإنترت مع وجود سعة تخزين كبيرة ومختلفة.

8-هل يمكن متابعة هذه المواقع والمنصات الرقمية قانونيا؟

نعم يمكنك متابعة التحقيقات في العالم الإفتراضي عن طريق الفيس بوك أو تويتر، أما في العالم الواقعي فلا وجود لها، أما في حالة الشركات المرخصة، فيمكن ذلك، لكن من الصعب، نظرا لأن أغلب الأسباب هي الإختراق، وعندما تقول الشركة أنها تعرضت للقرصنة والإختراق فميمكن تشبيهها بالكوارت الطبيعية كالزلازل والفيضانات في العالم الواقعي، فالشركة هنا تنسب الأمر إلى حدث خارج الإرادة وتجعل من نفسها هي الأخرى ضحية، وتبقى الأمور معلقة في التحقيق إلى أن تنسى بالتقادم وقد يصدر الحكم فيها فيما بعد لصالح الجهة المتضررة في حالة كان الخطأ داخيا.

9-كيف أحمي هويتي في مواقع التجارة الإكترونية والتداول ومواقع الإيردروب؟

"أكمل القراءة4/4...👇"
هنا أنت بين خيارين أحلاهما مر: إما أن تحمي نفسك فعلا ولا يُسمح لك بالبيع والشراء أو يسمح لك ذلك، لكن في حدود ضيقة جدا. أو أنك ترسل أوراقك الشخصية وتستفيذ من الخصائص كاملة، وفي حالة لاقدر الله تعرضت للإختراق، فأنت من يجب أن تلوم نفسك، لذلك فكر مليا في هذا الأمر، خاصة إذا كان لك منصب حكومي حساس في الدولة التي تشتغل بها، وتمنع المعاملات في مثل هذا النوع.

وتجنب كل المواقع الربحية التي تطلب وثائقك من أجل سحب واحد دولار أو أقل، فهي تتاجر في معلومتك الشخصية أولا، ثم تبيعها وتمكننا من نسبة الأرباح، يعني لاشيء مجاني أبدا.

10-ختاما: الحيطة والحذر هي كل شيء!

لايعني ما سبق أن كل منصات تداول العملات الرقمية غير صادقة، بل هي شركات تتحمل مسؤولية كبيرة وهامة في ضمان هذه المعلومات وحمايتها، كما تكلفها أنظمة الحماية أموالا طائلة من ميزانياتها، كما أن لها شركات كبيرة مع شركات حماية عالمية.

بمعنى إذا إخترقت منصة فذلك يعني إختراق شركات حماية أخرى عالمية عملاقة، وهذكذا ودواليك، غير أن الإختراق وسرقة المعطيات الشخصية في العملات الرقمية وكل ماله علاقة بتقنية البلوكتشين بلغ مستويات قياسية من الإحتيال، سواء من طرف الشركات والسماسرة والوسطاء والمواقع العادية، وكل ما له علاقة بالربح ومضاعفة الأموال، وكل هذا يحدث بالإحتماء وراء اللامركزية. مما يجعل عملية المتابعة القانونية شبه مستحيلة في الظرفية الحالية، لتبقى الحيطة والحذر هي كل شيء.

تعليقات

Home